الكلمة، وما أدراك ما الكلمة؟!
وما أدراك ما وقعها على القلب، ما تتركه من أثر طيِّبٍ أو سيِّئٍ؟َ
الكلمة هي أقوى شي في هذا الكون ،
خلق الله الكون بكلمة واحدة قال:كن!فكان.
و هي التي قال عنها الرسول:(“رُب كلمة لا تلقي لها بالا تهوي بك سبعين خريفا في النار” )..
وأسبابُ الحربِ والحِقد والكُره بدأت بكلمة،
والسلام والحب والتصالح بدأ بكلمةٍ
وكسب الرسول قلوب قومه ب كلمة طيبة
إننا في زمن يستهين فيه البشر بخطورة وقوة الكلمة،
يتحدث ولا يلقي لها بالا،
ويتحجَّجُ بعد ذلك بأنه لم يكن واعيًا بكلامه، فقد ينطق بكلماتٍ تكون مثل الرصاصِ، تصيب القلبَ الحساسَ، فتجرحُه وتؤلمُهُ.
أو العكس تكون الكلماتُ جرعةً تُداوي بها قلبَهُ و ترفعُ معنوياته، وكأن القلبَ محتاج بأن يسمع هذه الكلمات.
لا شك أنك مررت بنفس هذا الموقف، أن تأذيت بسبب كلمة قيلت لك !
كذلك أنا مررت بمثل هذه المواقف، تألمت في حينها، لكن تعلمت درسا، وهو أن هذه الكلمة مهما كانت قوتها أن لا ألقي لها بالا، وأنه يوجد كلمة أقوى من كلمة قائلها.
وهي كلمتي حديثي مع نفسي، حديث المرء مع نفسه له أثر، وتقويني على كلام البشر.
فعندما يقول لك شخص أنك فاشل أو غبي، تشعر بألم في البداية، لكن لا تدعْهُ يكسرك، وقل لنفسك “رأيُ غيري لا يمثلني، رأيي بنفسي وثقتي أقوى“.
رأيت في سير الناجحين والعظماء أنهم عانوا في طفولاتهم بسبب كلمات قيلت لهم، وأثرت فيهم سلبًا، لكن عندما كبروا ونضجوا، تحرروا من الكلامات السلبية والماضي، وبنوا قصة نجاحهم.
من الشخصيات المؤثرة المعاصرة والتي أثرت فيَّ عندما سمعت قصته هو بطل الخطابة” محمد القحطاني“.
قال انه كان يعاني من التأتأة ،وذات يوم أحد معلميه قال له أنت فاشل، أنت غبي، أنت ليس لك مستقبل!
فتحطم وتهدمت أحلامه وأهدافه، لكن عندما كبر و كبر وعيه، انتقم من مُعلِمه بنجاحه، وتغلب على التأتأة وأصبح بطل الخطابة في الوطن العربي 2015، وهو مثال يقتدى به، وخطبته التي فاز بها هي خطبة قوة الكلمة وكانت خطبة مؤثرة.
فكم هو جميل أن تجعل من كلماتك شمعة تضيء القلوب، وتملأُ الآفاق، وليست سهمًا تقتل بها القلوب.
فعلا كل إنسان يجب أن يراجع نفسه قبل أن ينطق.
فالكلام له تأثير غير طبيعي على نفس البشرية، فدائما حدث نفسَكَ وغيرَكَ بالكلام الإيجابي، ولا تستخدم كلامًا سلبيًا لنفسك ولا لغيرك.
